الأمم المتحدة: استمرار أزمة سد النهضة سيؤثر على أمن المنطقة
أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أنه "ليس هناك أي طريق آخر لتسوية النزاع حول سد النهضة باستثناء التفاوض السياسي بشأن هذه القضية"، مشدداً في تصريحات لـ"الشرق" على أن الأمم المتحدة "ضد استخدام القوة العسكرية بشكل مبدئي وقاطع في أي نوع من القضايا والنزاعات والتوترات بين الدول".
وتأتي تصريحات دوجاريك عشية الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن الدولي لبحث أزمة السد التي تصاعدت خلال الأسبوع الجاري مع إعلان إثيوبيا بدء عملية الملء الثاني أحادياً ودون تنسيق مسبق مع مصر والسودان.
وقال دوجاريك إن الأمم المتحدة تريد أن ترى "مشاركة جميع الدول في تسوية هذا النزاع والدخول في المفاوضات بحسن النوايا"، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة "دعم ولا يزال يدعم وساطة الاتحاد الإفريقي".
وشدد دوجاريك على أن الحل لتوترات سد النهضة يتمثل في "تطبيق متكافئ لمياه نهر النيل مع التأكيد على أنه لن يكون هناك أي ضرر لأي طرف يذكر"، مؤكداً أن الأمم المتحدة "لا تريد أي إجراء أحادي الجانب لأنه سيبعدنا عن الحل التفاوضي".
استئناف التفاوض
وقال المتحدث الأممي إن المنظمة الدولية تأمل أن يشهد اجتماع مجلس الأمن حول السد "استئناف الالتزام بالحل التفاوضي، اعتماداً على مبادئ الاستخدام العادل والمعقول لنهر النيل، بدون أي ضرر من طرف لطرف آخر".
ولفت إلى أنَّ الأسباب الجذرية لأزمة سد النهضة "تكمن في كون النهر يمثل مصدراً للحياة، وكل دولة تريد توفير المصادر المائية للسكان، بالإضافة إلى توليد الطاقة الكهربائية"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة "مهتمة بالوصول إلى التسوية التي ستصب في مصلحة جميع الأطراف".
وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة ستقوم بكل ما يلزم للمساعدة في التوصل إلى حل، داعياً جميع اللاعبين الدوليين إلى العمل سوياً بغية ممارسة بعض الضغوط على الأطراف المشاركة في المفاوضات للتوصل إلى الحل التفاوضي.
وكانت الأمم المتحدة دعت، الثلاثاء، مصر والسودان وإثيوبيا إلى تجديد التزامها بالمحادثات حول تشغيل سد النهضة، مطالبة الدول الثلاث بتجنب أي إجراء أحادي.
"تعنت إثيوبي"
وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، قال في وسابق لـ"الشرق": إن استمرار الوضع في سد النهضة دون حل واضح "سيؤثر على أمن المنطقة ككل"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "مصر والسودان ليستا بوارد الحديث عن خيار عسكري الآن".
وأكد زكي أن "الجامعة تتابع كل ما يكتب حيال الخيار العسكري، والكلام موجود في الأذهان، والحديث يقفز لتحديد الزمان، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أي دولتين توضعان في هذا المأزق، وتشعران بأن لا خروج منه على الصعيد السياسي ستبحثان عن الحلول".
وأضاف: "كما أن استمرار التعنت الإثيوبي سيعقد الموقف، لا سيما في حال افتقدنا التفهم الدولي، خاصة في ما يتعلق بالعودة للمفاوضات بإطار زمني يفضي إلى اتفاق ملزم".
جلسة الخميس
واستبقت الولايات المتحدة اجتماع مجلس الأمن بالتحذير من أن "ملء إثيوبيا للسد قد يؤدي إلى إثارة التوترات" في المنطقة. وحثت واشنطن، بحسب ما ورد في بيان للمتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، جميع الأطراف على الامتناع عن أي إجراءات أحادية تتعلق بالسد.
واعتبرت فرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن طيلة يوليو، أن قدرات هذه الهيئة على إيجاد حل لهذا النزاع محدودة بما أن القضية في عهدة الاتحاد الإفريقي.
ويعقد مجلس الأمن الدولي، الخميس، جلسة حول سد النهضة المثير للجدل الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، والذي يثير مشروع بنائه نزاعاً مع القاهرة والخرطوم اللتين تخشيان تأثيره على مواردهما المائية..
وتعقد الجلسة بناءً على طلب تقدَّمت به تونس، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، باسم مصر والسودان، وبحضور ممثلين لهما على المستوى الوزاري. وستشارك إثيوبيا في الجلسة على الرغم من معارضتها انعقادها.
في النهاية نشكرك على حسن تتبعك للموضوع
راجين أن تتابع وان وورد ليصلك كل جديد
0 تعليقات